[21]
الحاجة إلى التفكير
السبت 8/9/1446هــ
كما يحتاج المرء الطعام، والشراب، والنوم كل يوم، فإنه بحاجة إلى التعبد، والتعلم، والتفكر، كل يوم أيضا، لكن الحاجات الجسدية ظاهرة للناس ولذا يسارعون في إشباعها، بينما الحاجات المعنوية والروحية خفية فلا يشبعونها، وقد قدّر الله سبحانه أن العقل لا بد أن يعمل باستمرار، فإما أن تشغله بالحق والنافع، أو يشغلك بالباطل والضار، وفي هذا يتفاوت الناس، فمن كسل عن إشغال ذهنه بالنافع اتجه لأمور لا تحمد، منها:
· التفكير في الذنوب والمعاصي، فتميل نفسه لذنب يتمناه، ثم يفكر فيه حتى يشتهيه وقد يقع فيه.
· أو التفكير في المخاوف، حتى يصاب بمرض القلق، أو غيره من الأمراض النفسية.
· أو التفكير في الناس، مواقفهم، وأقوالهم، وممتلكاتهم، حتى يحزن، أو يحسد أو يقع في غيرها من الأخلاق الخبيثة.
إذا التفكير اليومي فيما ينفع ضرورة لا بد منها، ولذا تجد الدعاة ينصحون به التائبين دفعا للذنوب التي يعانونها، وتجد الأطباء النفسيين ينصحون به المرضى دفعا للأمراض التي أصابتهم، وتجد العلماء يوصون به سائر المسلمين لاستخراج كنوز الوحي، وللتفكير ثمرات:
· سعادة النفس وراحتها، فراحتك في تعب العقل، وتعبك في راحته.
· السلامة من الآفات والشرور بأنواعها.
· النفع الدنيوي والأخروي.
· كسب الأجر والثواب لمن احتسب عبادة التفكر.
وهنا وهم آخر بعد وهم عدم احتياج التفكير، وهو أن التفكير صعب وخاص بطلاب العلم والمثقفين، والصواب أن التفكير مهارة يكتسبها كل من لازمها مدة طويلة، مثله مثل سائر المهارات، وهي للناس جميعا وليس خاصا بالمثقفين والمتعلمين.
بقي سؤال مهم: أفكر في ماذا؟، والجواب: هناك أربع مسارات كلية للتفكير:
· التفكير في تحصيل المنافع الأخروية.
· التفكير في السلامة من الأضرار الأخروية.
· التفكير في تحصيل المنافع الدنيوية.
· التفكير في السلامة من الأضرار الدنيوية.
هذه أربع مسارات للتفكير ويندرج تحتها فروع كثيرة، وبالبحث في هذا الموضوع، والسؤال، والتفكر تعرف هذه التفاصيل، وأحب أن أرشدك هنا لطريقة عملية سهلة للتفكير، وهي: أن تأخذ كتابا يحوي معلومات صغيرة، ثم تجعله قريبا منك، تقرأ فيه المعلومة، ثم تعمل عقلك فيها حتى تنهيها، فإن فعلت أخذت أخرى وهكذا، وهذه الكتب أنواع:
أجلها ما كان في الوحي:
· كتب التفسير، ومن أمثلتها: "المختصر في تفسير القرآن الكريم" مركز تفسير.
· كتب الأحاديث بشروحها، ومن أمثلتها الميسرة: كتيب "النهر الرائق على أحاديث الرقائق"، وقف ثمرة.
ثم يليها:
· كتب الأفكار، ومن أمثلتها: كتاب "أفكار تصنع الحياة" مشعل الفلاحي.
· كتب الــ360 يوما، ومن أمثلتها: كتاب "مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في 360 يوما" علي الشبيلي.
· كتب التغريدات، ومن أمثلتها: كتاب "تغريدات الشيخ الدكتور عبدالعزيز الشايع".
سؤال اللفتة: ما هي الطريقة التي ستسلكها للتفكير اليومي؟
اللهم أعنا على استخدام عقولنا فيما يرضيك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق