[20]
إلى طالب العلم المغترب
الأربعاء 13/8/1446هــ
من وافر محبتي لك أخي طالب العلم المغترب فإني أبعث إليك هذه الرسالة والتي أطلب من الله أن يوفقني في كتابتها، وأن يوفقك لقراءتها، فتأمل معي الإضاءات الآتية:
· في هذه الرحلة التي رحلتها قد بذلت مالا، وجهدا، ووقتا، وتركت خلفك أهلا، وزوجة، وولدا، ولذا ينبغي أن تكون رحلتك بحقها، وأن تبذل فيها غاية جهدك، حتى لا يذهب عمرك سدى.
· تذكر أن الناس ينظرون إليك بإجلال، وينتظرون عودتك، لتصبح إمامهم، وخطيبهم، ومعلمهم، ومربيهم، ومفتيهم، وهذا يحفزك أن تؤهل نفسك حق التأهيل حتى تعود فتقوم بالدور المطلوب منك.
· غالبا أن رحلتك أربع سنوات فهل يُطلب منك أن تكون عالما في أربع سنوات؟ أو متخصصا متقنا؟ الجواب: لا، وإنما يطلب منك أمران:
o الأول: ضبط أصول العلوم، بحفظ القرآن الكريم وما تيسر من السنة، وتضبط ما تيسر لك من المتون في العلوم المختلفة.
o الثاني: اكتساب مفاتيح العلوم.
· تفقه كثيرا في منهجيات طلب العلم، وحدد لك منهجية واضحة متقنة تسير عليها، واستشر في ذلك من تيسر لك من أهل العلم، فإن فقدان الطالب للمنهجية يجعله يخسر كثيرا.
· أكثر من دعاء الله بالتوفيق والإعانة، فإنه المعين سبحانه، وهو لا يخيب من أقبل عليه ورجاه.
· عندما يعود الطالب إلى بلده ولم يضبط أصول العلوم يكون قد فوّت فرصة علمية جليلة، كان يمكنه فيها أن يؤسس نفسه في العلوم الشرعية تأسيسا صحيحا على أهل العلم، وعندما يعود ولم يكتسب مفاتيح العلوم لا يستطيع أن يكمل طلب العلم بمفرده، ولذا لا تفرط في الأمرين.
· كما تحتاج إلى ضبط العلم تحتاج إلى إتقان أدوات بث العلم، وهي المعلومات والمهارات الدعوية والتربوية، فإن استطعت تحصيل شيء من ذلك في الرحلة فلا تفرط فيه، وذلك لأن العلم وحده لا يكفي، بل لا بد من تحصيل أدوات البث حتى تستطيع بها تبليغ ما حصلته من العلم.
· الله الله بالضبط والمذاكرة، فإن العلم لا يُحصّل بمجرد حضور الدروس، وقاعدة العلم أنك كلما تعبت فيه أكثر حصلته بشكل أكبر، ولا تغرك التقنية وما توفر من سبل تيسير العلم، فإنها لا تغني عن بذل الجهد والتعب.
· لا تفرط في الحفظ اليومي، وأعطه أغلى أوقاتك، وابدأ بحفظ الوحيين، ثم المتون، ثم شروحات المتون.
· من المنهجية النافعة أن تحدد كتبا قليلة ثم تعتكف عليها، حفظا لنصوصها، وضبطا لشروحها، وتحشية عليها.
سؤال اللفتة: ما هي الخطة التي سترسمها لاغتنام رحلة الطلب؟
اللهم انفعنا وانفع بنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق