الاثنين، 23 ديسمبر 2024

لفتة (7) إضاءات في تدريس التفسير

[7]

إضاءات في تدريس التفسير

الاثنين 22/6/1446هــ

إحسان درس التفسير من أجل قضايا الدرس العلمي، فنحن بحاجة لطرح هذا الموضوع، وتبادل الأفكار فيه، حتى نصل إلى أجود صورة لدروس تفسير كتاب الله تعالى، وفي هذه اللفتة أحب أن أشارك بعدد من الإضاءات:

·       (1) نعترف بالضعف الكبير الذي نجده في دروس التفسير، فهي قليلة جدا سواء للعامة أو طلبة العلم، وهذا هو أحد أسباب ضعف أمتنا، فإذا كنا بعيدين عن كتابنا كطلبة علم ومشايخ فكيف نريد الفهم والاهتداء والنصر والتوفيق؟! ولذا نحن بحاجة إلى تكثيف دروس التفسير أولا، وتنوع مستوياتها وأهدافها ثانيا، حتى يقبل المسلمون عليها.

·       (2) أهم ما يعتنى به في درس التفسير بيان المعاني، وإذا لم يعرف المستمع معنى الآية فالدرس لم يحقق هدفه الأول، والتأكيد على هذه النقطة بسبب ما نجده من بعض المشايخ الذين يسبحون كثيرا في التأملات والهدايات دون بيان المعاني!

·       (3) الهدف الثاني للدرس: ربط المسلمين بكتاب الله الله وفتح باب التدبر لهم، فليس مقصود درس التفسير أن يبقى المستمع رهينا لشيخه طيلة حياته، وإنما يأخذ المفاتيح والأصول التي يستطيع أن يتعامل بها مع كتاب الله تعالى، مع رؤية نموذج عملي ناضج للتفسير والتدبر، ولذا فالموفق يعلّم الناس كيف يدخلون إلى القرآن ويتدبرونه؟ وكيف يقرأون كتب التفسير وينتفعون بها؟

·       (4) مما وجدته أن مزج المعاني بالهدايات مضر بالمستمعين، وذلك لأنهم سيربطون الآية بهدايتها لا بمعناها، فيبقى دائرا في فلك الهداية لا في فلك المعنى، وقد تكون هداية خاطئة! ولذا من النافع أن نبيّن المعاني أولا، ثم نبحر في الهدايات ثانيا، ومن فوائد هذه الطريقة أيضا: أن فيها راحة للمتكلم والسامع، فالسامع يرتاح لأنه عرف المعنى، والمتكلم يرتاح لأنه سيبحر في الهدايات دون قلق بيان المعاني.

·       (5) لا بد أن يأخذ القرآن حظه من الوقت في دروسنا، فمن المعيب أن نقول: "والوقت لا يكفي لتفسير باقي السورة"، وإذا كان هذا لا يقبل في كتب العلماء فعدم قبوله في كتاب الله من باب أولى، سواء كان في درس دائم أو في دورة علمية.

·       (6) من أنفع الطرق في تدريس التفسير: الجمع بين الرؤية الكلية للسورة وبين معاني الآيات، فالسورة لها مقصد، وربط معاني الآيات ومقاطع السورة بالمقصد يجعل السامع يدخل إلى عمق معاني القرآن، ويفهم السورة بدقة، أما الاكتفاء بتفسير كل آية على حدة دون ربطها بما قبلها وما بعدها نفعه قليل، ويفوت علينا الفهم العميق للقرآن.

·       (7) الدروس الأسبوعية فضلا عن الشهرية قليلة النفع والإنجاز، وإذا كان الأمر كذلك فمتى نستطيع أن نفسر القرآن كاملا؟ ولذا الحاجة ماسة للدروس اليومية، فلها أثر كبير على مستوى التأثير وعلى مستوى الإنجاز، ومن جربها من المشايخ تيسر له ختم تفسير القرآن.

سؤال اللفتة: أضف خمس إضاءات نوعية في تدريس التفسير؟

والله أعلى وأعلم..


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لفتة (29) كيف أتقن فقه الحج؟

  [29] كيف أتقن فقه الحج؟ الأربعاء 25/3/1447هـــ المقبل على العلم الموفق فيه هو الذي يولي قضية ضبط العلم عناية خاصة، وذلك لأنها طريق...