[18]
الاغتنام الحقيقي لمواسم الخيرات
الأربعاء 5/9/1446هـــ
موسمي رمضان والحج لهما مكانة عظمى في الشريعة، وفي قلوب المسلمين، لكننا إذا نظرنا إلى أحوالنا معهما نجد تقصيرا كبيرا في العناية بهما واغتنامهما، والدليل على ذلك أن تعاملنا مع المشاريع الدنيوية أجود من تعاملنا مع هذه المشاريع الأخروية، فنحن نخطط لها كتابة، ونفكر فيها كثيرا، ونستعد بأنواع الاستعدادات، ونحاسب أنفسنا باستمرار، لكن هذه الأمور لا نجدها في تعاملنا مع رمضان والحج، ولذا فإنني أقترح أن يكون استعدادنا لهذين الموسمين استعداد منهجيا طويلا، فنعطي كلا منهما شهرين، فنستعد لرمضان من الأول من رجب وحتى الثلاثين من شعبان، ونستعد للحج وعشر ذي الحجة من الأول من شوال وحتى الثلاثين من ذي القعدة، واختيار هذه المدة الطويلة لأن النفس بحاجة إلى تهيأ كافي قبل الدخول في العبادة، والذي نجده من أنفسنا جهلنا بكثير من المعلومات التي نحتاجها، وضعف جوارحنا عن التعبد، ولا يمكن للخيل أن تنطلق في السباق وهي لم تستعد له، وإذا كنا نقول هذا في رمضان فوقوعه في الحج من باب أولى، لأن العشر تسعة أيام فقط، والحج ستة أيام فقط، فإن لم تكن على أتم استعداد، وإلا ضاعت منك -ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
هذا الاستعداد الذي نطلبه على مسارين: نظري وعملي، وذلك لأن الترقي في العبودية يقوم على العلم والعمل معا، وهما الصراط المستقيم الذي هدى الله له المؤمنين.
فاستعدادنا لشهر رمضان يكون بتحصيل ما نحتاجه من المعلومات الإيمانية والفقهية، وبتدريب النفس على العبادات، وأقترح الجدول الآتي:
|
الجانب النظري |
الجانب العملي |
|
· إتقان أحكام الصيام. · إتقان أحكام التراويح. · إدراك المعاني التربوية والإيمانية للصيام. · معرفة مجمل مقاصد سور القرآن، أو قراءة تفسير مختصر. |
· شهر رجب: تخلية النفس من الذنوب والمعاصي. · شهر شعبان: تحلية النفس بالطاعات. |
واستعدادنا لعشر ذي الحجة والحج يكون بتحصيل ما نحتاجه من المعلومات الإيمانية والفقهية، وبتدريب النفس على العبادات، وأقترح الجدول الآتي:
|
الجانب النظري |
الجانب العملي |
|
· إدراك فضل عشر ذي الحجة والحج. · إتقان أحكام الحج مجملة ومفصلة. · إدراك المعاني التربوية والإيمانية للحج. |
· شهر شوال: تخلية النفس من الذنوب والمعاصي. · شهر ذي القعدة: تحلية النفس بالطاعات. |
وهذه خطوط عريضة للفكرة، ويمكن تطبيقها فرديا وجماعيا، ومن أراد من طلبة العلم والمشايخ إقامة برنامج فيها لطلاب العلم وعموم المسلمين فيحتاج إلى رسم خطوطها التفصيلية.
ومن جمع بين هذين الموسمين حصل درجة إيمانية عالية، ولم يبق له إلا الاستمرار في التعبد والإيمان طيلة العام ليتحقق له مقصود الخلق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
سؤال اللفتة: هل بدأت في كتابة خطة تفصيلية لاغتنام الموسمين؟
اللهم افتح لنا باب التعبد فهما وعملا، وثبتنا عليه حتى نلقاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق