الخميس، 23 يناير 2025

لفتة (16) متابعة الأبناء

 

[16]

متابعة الأبناء

الأربعاء 20/4/1446هــ

قضية المتابعة ركن من أركان العملية التربوية، ويحدث فيها الكثير من الخلل سواء في تطبيقها أو غيابها، ولذا أحببت أن أسلط الضوء عليها في هذه اللفتة من خلال خمس نقاط:

·       النقطة الأولى: مظاهر غياب المتابعة:

-       قيام الأم بإدارة الأبناء في غالب الأمور أو كلها -وهذا عام في الأسر المستقرة والمنفصلة-، فلابد من مشاركة الأب في التربية ومتابعته لأولاده، فالأم لا تستطيع أن تقوم بدورها ودور الأب جميعا.

-       غياب الحوار والاتفاق بين الأبوين، وهذا يشتت الأبناء ويضعف الأثر التربوي.

-       وجود إشكالات طويلة عند الأبناء لم تحل صحية، أو خلقية، أو عبادية، فإذا وجدت مشكلة عند الابن وطالت فهذا يدل على غياب المتابعة التربوية.

-       عدم معرفة أحوال الأبناء: في صلاتهم، ودراستهم، وعلاقاتهم، فالأولاد لدى ولي الأمر مجهولي الحال لا يربط بينهم إلا الطعام والنوم!

·       النقطة الثانية: أقسام الآباء في المتابعة:

الآباء في المتابعة طرفان ووسط:

-       طرف جافي: وهو المهمل لأولاده الذي لا يتابعهم بتاتا، وكل الأعذار التي يتحجج بها لا تُقبل، لأنه سيُسأل عنهم إذا وقف بين يدي الله.

-       وطرف غالي: وهو الذي يتابع ولده متابعة دقيقة حتى ينفر الابن منه، وهذا خطأ أيضا.

-       والوسط: هو الذي يتابع ابنه باستمرار مع اللطف في التعامل والمعالجة.

·       النقطة الثالثة: كيف أتابع ابني؟

1-      من خلال السوالف، فبها تعرف جملة من أحوال ابنك، وأهدافه، ومشكلاته، وصفاته، ورؤيته للناس ورؤية الناس له، ومن الغريب غياب السوالف بين الأب وأولاده، والأم وأولادها، والحوار الأسري نوعان:

o      النوع الأول: الحوار الجماعي، والذي يجلس فيه جميع أفراد العائلة مع بعضهم للأحاديث النافعة أحيانا، وللمتعة أحيانا أخرى.

o      النوع الثاني: الحوار الفردي، وهو حوار الأب مع كل ولد من أولاده على انفراد.

2-      الرفق، وضده العنف وليس الحزم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)، وللرفق فوائد:

o      أولها: الراحة النفسية.

o      وثانيها: الاستمرارية في التربية.

o      وثالثها: كسب الابن والقدرة على تربيته، فإذا رفقت بابنك أصبحت العلاقة عميقة ثم تقبل منك.

3-      مصاحبة الوالدين لأولادهم، والقرب منهم وذهابهم معهم باستمرار، وهذا لا يتحقق إلا إذا وجد الرفق.

4-      المتابعة المستمرة للأولاد بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

5-      الدعاء للأولاد، فدعاؤك لأولادك في السجود وغيرها من المواطن أهم صور متابعتك لهم، لأنك تستمد العون فيها من الله تعالى.

6-      الشراكة مع المدرسة، فالأسرة والمدرسة شركاء في تربية الأولاد وتعليمهم، وينبغي أن ينظران إلى بعضهما بهذه النظرة، ثم يتشاركان بصورة عملية، ومن الأخطاء التي تقع عند بعض الأسر النظر إلى المدرسة بشك، وتفسير كل حدث فيها بسوء ظن، وهذا خطأ يؤثر على العلاقة ويفوّت مصلحة التعاون بينهما، والشراكة بين الطرفين لها مساران:

o      المسار الخاص: وهو التعاون على تعليم الطالب، وزيارة المدرسة للسؤال عن مستواه التعليمي.

o      المسار العام: وهو التعاون على تربية الطالب، وزيارة المدرسة لمناقشة القضايا التربوية النافعة، وحضور مجلس الآباء، وتعاون الأب مع المعلم في تربية ولده.

·       النقطة الرابعة: ثمرات المتابعة:

1-      القيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ).

2-      معرفة المشكلات قبل وقوعها.

3-      السعادة بصلاح الأبناء.

·       النقطة الخامسة: تنبيهات في المتابعة:

1-      سيختبرك ولدك فاعلم، فإذا بدأت تقترب من ابنك وتريد مصاحبته والسوالف معه، فإنه سيختبرك فإذا وجد منك الرفق واللطف أخرج لك ما في نفسه، وإن وجد العنف والغلظة ابتعد عنك ولم يخرج لك شيئا مما في صدره.

2-      إذا كنت متابعا لابنك ستقف على كم كبير من الأخطاء، دونها عندك وأصلحها بالاستعانة بالله، ثم بالرفق والتدرج، ولا تظن أن أخطاء ولدك ستنتهي في يوم وليلة.

3-      المتابعة تستلزم التعلم المستمر لتُحسِن تعليم ابنك ما يحتاج إليه، ولتُحسِن توجيه ابنك في الأخطاء المختلفة.

سؤال اللفتة: هل أدركت مكانة المتابعة وما لها من الأثر في تربية ابنك؟

اللهم أصلح أولادنا وأقر أعيننا بهم..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لفتة (29) كيف أتقن فقه الحج؟

  [29] كيف أتقن فقه الحج؟ الأربعاء 25/3/1447هـــ المقبل على العلم الموفق فيه هو الذي يولي قضية ضبط العلم عناية خاصة، وذلك لأنها طريق...