الجمعة، 13 ديسمبر 2024

لفتة (2) مفترق طرق

[2]

مفترق طرق

السبت 13/6/1446هــ

 

في الحياة مراحل ومحطات هي مفترق طرق، من وفق فيها سلك طريقا رشيدا، ومن أخفق فيها تعب كثيرا بعدها، ومن تلك المراحل: مرحلة الكفاءة "الثالث المتوسط"، فالشاب يبلغ قبلها بسنة أو سنتين من جهة، ويحدد توجهه الدراسي من جهة أخرى، وعند النظر نجد أننا نخفق في التعامل مع هذه المرحلة ونتكبد خسائر كبيرة، وسبب ذلك: عدم التزامنا بالشرع في هذه القضية، وكل أمر نخالف فيها أمر الله ورسوله يصيبنا من العناء ما يصيبنا، فقد قررت الشريعة أن البالغ رجل، له ما للرجال، وعليه ما على الرجال، لكن الذي نمارسه في بيوتنا ومدارسنا أننا نعاملهم كأطفال، وهذا جر علينا عدم تحملهم للمسؤولية في كثير من الأمور، مع ضعف قدراتهم، وغياب طموحهم، وكثرة مشاكلهم، وتجد الآباء يسألون:

-       ولدي لا يتحمل المسؤولية.

-       ولدي لا يقوم إلى الصلاة بنفسه.

-       ولدي لا يذاكر دروسه من نفسه وبنفسه.

-       ولدي لا يعرف كيف يختار تخصصه الدراسي في الثانوي والجامعة؟

-       ولدي لا يتحمل المسؤولية ويصعب علي تزويجه.

-       ولدي يشاهد الصورة المحرمة.

هذه المشكلات وأكثر نتجت لأننا نعاملهم بعكس ما أمرت الشريعة، ولو عاملت ولدك كرجل، وعلمته صفات الرجل -والتي منها: تحمل المسؤولية، ووجود الطموح، والحرص على العمل- لوجدت ما يسرك.

هناك ثلاث ملفات تتحدد في هذه السنة تحتاج أن نرفع وعي أولادك بها، وتساعدهم على فهمها واختيار الطريق الصحيح فيها:

·       الملف الأول: هدف الحياة، ويتفرع عنه: التخصص الجامعي.

·       الملف الثاني: الصحبة.

·       الملف الثالث: الشهوة والحب.

فهدف الحياة وطموح الإنسان لا يتحدد في الثلاثين والأربعين من العمر، وإنما في السادسة عشرة والسابعة عشرة، ويتفرع عن ذلك: التخصص الجامعي الذي هو جزء من هدف الحياة وتوجه الإنسان، والبدء بها في هذا الوقت المبكر يعين على التوفيق فيها، لأن معرفة النفس والمواهب والهدف قضية كبيرة تتطلب وقتا طويلا، لكن رؤية المرء لنفسه تتحسن كل يوم.

وأما الصحبة فتحوي أمران: المعايير والأشخاص، فما هي معايير الشاب في الصحبة؟ وكيف يتعامل مع أصدقائه؟ ومن هم الأشخاص الذي سيصاحبهم؟ قضية المعايير تكون مؤثرة على الإنسان طيلة حياته، أما الأشخاص فقد تكون صحبة المتوسطة هي التي تمتد معه حتى الكبر، وقد يغيرهم الشاب لغيرهم لكن بنفس المعايير.

القضية الثالثة الخطيرة: الشهوة والحب، فالشاب مع بلوغه تنشأ عنده قضية الشهوة ويتفرع الحب عنها، والوعي بها وبتوجهاتها مهم حتى لا يحصل انحراف -لا سمح الله-، ففي الشهوة والحب طريقان لا ثالث لهما، لكن من يعلم الشاب الطريقان، ويبين لها معالمهما، وكيف يسلك الصحيح منهما؟!

كثير من الآباء لا يحب أن يفتح هذا الموضوع مع أولاده من باب الخجل، ويعتذر البعض بأن هذه قضايا واضحة لا تحتاج إلى تعليم وحوار، لكنه يتفاجأ بوقوع ولده في إشكالات لم يكن يتوقعها، والأسوأ من ذلك أن يقع الابن في هذه الانحرافات ويكتوي بنارها طيلة حياته ووالده لا يدري عنه!

سؤال الالتفاتة: ما الذي قدمته لأولادك وطلابك الذين يعيشون هذه المرحلة؟

وصلى الله على نبينا محمد.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لفتة (29) كيف أتقن فقه الحج؟

  [29] كيف أتقن فقه الحج؟ الأربعاء 25/3/1447هـــ المقبل على العلم الموفق فيه هو الذي يولي قضية ضبط العلم عناية خاصة، وذلك لأنها طريق...