فوائد الشيخ المفضال خالد الهويسين
التقيت بالشيخ خالد الهويسين -حفظه الله تعالى- مرتين:
الأولى: ليلة الخميس 28/10/1439.
والثانية: ليلة الخميس 22/1/1445.
وفيما يلي فوائد الجلستين:
فوائد الجلسة الأولى
- هناك حديث واحد لو عمل به المسلمون لحصل بينهم اجتماع وترابط عظيمين وهو حديث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ولقد كنت قبل خمس وثلاثين عاما في بيت الشيخ عبد الرحمن البراك أقرأ عليه فقُدم له تمر ـ ومعلوم أن الشيخ كفيف ـ فظل يتلمس التمر حتى أعجبته إحداها فقال لي: خذها يا خالد، فعلمت أن الشيخ يعمل بهذا الحديث".
- دخل مع الشيخ ثلاثة من طلابه وكان مع أحدهم مجلد حديثي أظنه من سنن الترمذي وذلك حتى يقرأ منه إذا لم يكن هناك أسئلة وهذا من حرص الشيخ على الوقت.
سُئل الشيخ سؤالا وعندما كان يجيب داخل أحدهم فقال له الشيخ: "دقيقة" ثم استدرك وقال "أو أكثر من دقيقة أو أكثر من دقيقة، حتى نكون صادقين، لأن الصدق عظيم، والمحدثون يتحرون الصدق" ثم أكمل جواب السؤال.
- قلت للشيخ: هلا أكرمتنا بموقفين أو ثلاثة لبعض مشايخكم في الصبر على العلم، فقال: "بل أعطيك من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم"، قلت: لامانع هذه وهذه، قال الشيخ: "لا مواقف النبي صلى الله عليه وسلم أعظم ومواقف الصحابة أعظم" ثم سرد لنا أربعة مواقف للصحابة وكبار أئمة الإسلام.
- قال الشيخ: "لا أدري، الله أعلم" في المجلس ربما عشر مرات.
- رأيت لسان الشيخ يذكر الله ويستغفر أثناء سماع الأسئلة وبعد الانتهاء من الإجابة عليها.
- سئل الشيخ عن أسباب الثبات فقال: "طلب العلم أعظم ما يثبت وقد نص على ذلك ابن تيمية".
- سئل الشيخ عن كيفية العمل عند تعارض المشايخ في تصحيح وتضعيف الأحاديث قال: "ارجع لكلام الأئمة السابقين".
- سئل الشيخ عن طريق الحذق في العلم فقال: "إذا وجد الطالب شيخا حاذقا حذق وإلا فلا".
- سئل الشيخ عن العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فقال: "لا يجوز وهو قول الإمام أحمد".
- سئل الشيخ عن مسافة القصر في السفر فقال: "ثلاثين كيلا"
- سئل الشيخ عن صيام الست من شوال قبل القضاء فقال: "يجوز كما لو دخل عليك وقت الفريضة فصليت النفل قبل الفريضة فهذه مثلها".
- سئل الشيخ عن صيام الست هل تصح في غير شوال فقال: "هذا اعتداء، في الحديث شوال يعني شوال".
فوائد الجلسة الثانية
- لم تصح نسبة كتاب "الرد على الجهمية" وكتاب "الصلاة" للإمام أحمد، وكذلك لم تصح نسبة "دعاء ختم القرآن" و "اللامية" لابن تيمية، ومن قواعد الطلب" ألا تدرس كتابا إلا وتتأكد من صحة نسبته حتى لا تشتغل بكتاب لا نسب له، وقد يكون مليئا بالأخطاء ولا تدري، كما أن هذا النوع من الكتاب يخدم أهل الباطل فهو ينسبون لأئمتنا ما لم يقولوا، فسألت الشيخ: وهل يصح دراستها؟ فقال: "إذا درستها ثم جئت لتدرسها وسئلت عن ناظمها فماذا تجيب؟ فابتسمت، فقال الشيخ: أنت رددت على نفسك".
- يتأكد طالب العلم في سيره من أمور: 1) صحة الأحاديث، 2) نسبة القول لقائله، 3) نسبة الكتاب للمؤلف، فطلبت من الشيخ أن يزيدنا من صور التثبت، فقال: "لا أستحضر شيئا، القواعد تأتي عند الاسترسال".
- لفظة "المخيط" أول من قالها إبراهيم النخعي، ثم أخذها الناس عنه حتى اليوم، وهي ليست واردة في الكتاب والسنة وعليها إشكالات كثيرة، ولذا ينبغي لطالب العلم أن يعبر بألفاظ الوحي ولا يزيد شيئا من عنده، فسألت الشيخ عند بديلها؟ فقال: "كلام النبي صلى الله عليه وسلم، هل نجد أفضل منه؟!".
- (ضحِكَ رَبُّنا مِن قُنوطِ عِبادِهِ، وقُربِ غِيَرِهِ. قال أبو رَزينٍ: فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أوَيَضحَكُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ العَظيمُ؟! لن نَعدَمَ مِن رَبٍّ يَضحَكُ خَيرًا؟) هذا حديث ضعيف لكن يستفاد منه أن أبا رزين لما علم بصفة الله أثبتها وأثبت آثارها، وهذا المطلوب منا في الأسماء الحسنى، وهو الذي يولد أثرها.
- سمي المسيح بذلك لأن عينه ممسوحة، وقد جاء أنها اليمنى، وأنها اليسرى، والراجح اليمنى.
- سألت الشيخ عن المدة التي يقضيها المسلم في الدعاء لأخيه بعد الدفن، فقال: لا يوجد تحديد لكنه وقت قصير، ولو دعا وهو خارج من المقبرة لكفى، وأما ما ورد عن عمرو بن العاص: "إِذَا دفنتُمُوني فَأقِيمُوا حَوْل قَبرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ" فهذا اجتهاد منه وليس بصحيح، فقلت: هل في إطالة الدعاء إحسان إلى الميت؟ قال: "الإحسان في الدعاء لا في الإطالة".
- سألت الشيخ عن قول ابن سعدي في يأجوج ومأجوج، فقال: "أخطأ -رحمه الله- بإجماع العلماء، وقد ردوا عليه".
- قاعدة: كل حديث في فضل سورة الملك ضعيف.
- قال الشيخ: "لا أدري" في المجلس ربما عشر مرات.
- كان صدر الشيخ واسعا للأسئلة، وسأل كل من في المجلس ما أرادوا من الأسئلة، ثم ذكر الشيخ دعاء ختم المجلس ثم قرأ سورة العصر بعدها، ثم قال: "قد يسألني بعضكم لما قرأت سورة العصر؟ والجواب: أنه ورد عن الصحابة أنهم إذا اجتمعوا قرأوا سورة العصر" وهي سنة قل العمل بها، فقلتُ: وما الحكمة من ذلك: قال: "لأن سورة العصر كما قال الشافعي شاملة للدين كله".
- لما زارنا الشيخ وليد السعيدان علق لنا على ألفيته في التوحيد، وقال لي أحد طلابه: كان الشيخ سابقا إذا سافر يحب لقاءات الأسئلة، أما الآن فيعلق على متون، ولذا أصبحت أحرص على السفر معه، ولما زارنا الشيخ خالد الهويسين عام 39 كان يكتفي بالأسئلة، ولما طلبه أحدهم قراءة متن، قال: إذا أردت العلم فائت إلي في الخرج، وفي زيارته هذا العام 45 أرسل للمنسق جملة من الكتب القصيرة لشرح كل واحد منها في مجلس كثلاثة الأصول، والعقيدة الطحاوية، وأصول السنة للإمام أحمد، وأخرى لشرحها في أكثر من مجلس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق