الرحلة
الرمضانية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب
السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف
شهر، من حرم خيرها فقد حرم) [رواه النسائي وصححه الألباني]
رمضان هو
عبارة عن رحلة إيمانية يعيشها المسلم منذ شعبان وحتى شوال، وهذه الرحلة بها ست محطات،
في كل شهر من الأشهر الثلاثة محطتان، وتحتاج إلى بصيرة بها حتى تتحقق الثمرة المرجوة
ـ بإذن الله ـ، وأدعوك لمصاحبتي في محطات هذه الرحلة.
المحطة الأولى: حسن التهيؤ
والاستعداد
العمل الجيد
يسبقه استعداد جيد، ولذا فاغتنام شهر رمضان لا يبدأ في أول يوم منه، وإنما في أول
يوم من شهر شعبان، ففي الصحيحَين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيتُ النبي
صلَّى الله عليه وسلَّم استكملَ صيامَ شهر قطُّ إلاَّ رمضان، وما رأيتُه في شهر
أكثرَ صيامًا منه في شعبان) [صحيح البخاري:1969]، وجاء عند
مسلم رحمه الله: (أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصوم شعبانَ إلاَّ قليلاً) [صحيح مسلم:
1156]،
والاستعداد في شعبان ثلاثة أنواع:
·
الأول: الاستعداد العــملي،
ويكون بثلاثة أمور:
1ـ التدرب على فعل العبادات.
2ـ تحديد مشروعك الرمضاني والبدء فيه.
3ـ شراء حاجيات رمضان والعيد.
·
الثاني: الاستعداد الفقهي، ويكون
بالتفقه في أحكام العبادات الرمضانية، وأهمها:
1ـ الصيام.
2ـ التراويح.
3ـ الزكاة.
·
الثالث: الاستعداد الإيماني،
ويكون بأمرين:
1ـ معرفة فضائل رمضان والحكمة منه.
2ـ القراءة في كتب الرقائق وسماعها.
فأما
الاستعداد العملي فيقوم على دفع المرء نفسه للتمرن على العبادات، لأن النفس تحتاج
إلى تهيئة قبل أن تنطلق، ومن أكثر الصيام في شعبان وجد يسره من أول يوم في رمضان،
وقل مثل ذلك عن قيام الليل وقراءة القرآن، كما أن الانتهاء من شراء متطلبات رمضان
وملابس العيد من أهم ما يفرغ النفس للعبادة ويحفظ على المرء وقته، أما المشروع
الرمضاني فسيأتي شرحه في المحطة الثانية.
وأما
الاستعداد الفقهي فيكون بأن يخصص المسلم جزءاً من وقته للتفقه في العبادات التي
سيفعلها في شهر رمضان، فيقرأ في كل عبادة أو يسمع شيئا مختصرا، وإذا بدأ من أول
شعبان فسيكفيه الوقت بإذن الله، ففي أحكام الصيام يقرأ "كتاب الصيام من الفقه
الميسر" لنخبة من العلماء فهو في عشرين صفحة، وإذا شاء قرأ "مختصر فقه
الصوم" للدرر السنية، وفي أحكام التراويح يقرأ "التباريح في صلاة
التراويح"، أو يسمع محاضرة "صلاة التراويح أحكام وآداب" للشيخ عمر
المقبل، وفي أحكام الزكاة يقرأ "كيف تزكي أموالك؟" للشيخ عبد الله
الطيار، أو "كتاب الزكاة من الفقه الميسر"، ويضاف إلى ما سبق "كتاب
مفطرات الصيام المعاصرة" للشيخ أحمد الخليل، و"تطريز شرح (دعاء قنوت
الوتر)" للشيخ صالح العصيمي.
وأما
الاستعداد الإيماني فيكون بتحفيز القلب وترقيقه، ويتحفز القلب إذا عرف فضائل رمضان
والحكمة منه، ويترقق بقراءة أو سماع الرقائق، وإليك جملةً من المواد السمعية
النافعة:
* المغزى
الرمضاني، للشيخ إبراهيم السكران.
* عبادة
السلف في رمضان، للشيخ عبد الله العنقري.
* حال الأسرة
في رمضان، للشيخ علي الشبيلي.
* خطبة لصوص
رمضان، للشيخ محمد الخضيري.
ويضيف الأئمة
على ما سبق حضور بعض الدورات المعينة لهم أو مشاهدة مواد مرئية، ومن ذلك محاضرة
"توجيهات للأئمة والمؤذنين" للشيخ صالح آل الشيخ، و"دورة أئمة
التراويح" المقامة بجامع الراجحي في بريدة وهي مسجلة على اليوتيوب، ولقاء "مهارات
الأداء القرآني لإمام التراويح" للشيخ عبد الرحمن العليان.
ويضيف
الخطباء والدعاة إعداد الكلمات والدروس والخطب التي يريدون إلقاءها في رمضان، لأن
الوقت في رمضان ضيق والإعداد يحتاج إلى وقت.
ومضة
(يحتاج المسلم إلى تحقيق الشروط
الباطنة حتى يستفيد من الأعمال الظاهرة، وعادة عند ذكر شهر رمضان ينصرف كثير من
المسلمين إلى الأعمال الظاهرة، وهذا جيد لكن الأجود منه العناية بأعمال القلوب،
وقد أعجبني جواب بعض المعتنين بباب السلوك عندما سئل عن الخشوع في الصلاة؟ فأجاب:
بأن الخشوع إنما هو انعكاس لطبيعة قلبك في باقي اليوم) أحمد السيد.
المحطة الثانية: المشروع الرمضاني
قال ربنا: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:
183]،
فالحكمة من الصيام هي تحقيق التقوى، ومما يعين على تحقيقها ثلاثة أمور:
الأول: تحديد عبادة تريد أن تلتزمها.
والثاني: تحديد معصية تريد أن تتخلى عنها.
والثالث: أن يكون لك مشروع رمضاني، والمقصود
به: تحديد هدف رمضاني عال تريد أن تحققه، وإليك مثالين على ذلك:
فكرة مشروع (1) | كيف تغتنم ٨٧
فرصة في كل يوم؟!
مواطن الدعاء في رمضان كثيرة، فللصائم دعوة قبل
فطره فهذه ثلاثون فرصة، وذكر بعض أهل العلم أن جميع يوم الصائم موطن إجابة وليس
قبل الإفطار فقط، ووقت السحور هو وقت التنزل الإلهي وهذه فرصة ثمينة للدعاء، وكذا
بين الأذان والإقامة، وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد، ويسجد الصائم في رمضان
ثمانين سجدة في كل يوم، لو اغتنمت هذه الفرص في الدعاء بخيري الدنيا والآخرة كيف
سيكون أثرها عليك؟! هذه الفرص ولدت فكرة مشروع العناية بالدعاء في رمضان، وتتلخص
فكرته في أن تأخذ كتيب "الدعاء ويليه العلاج بالرقى من الكتاب والسنة"
للشيخ سعيد بن وهف ـ رحمه الله ـ وتحفظه، وعملنا سيكون على قسم الدعاء دون الرقى، فهذا
الكتيب به 149 دعاءً، والمطلوب أن تحفظ في كل يوم ثلاثة أدعية فقط، ثم ترددها في
المواطن السابق ذكرها، ولهذا فائدتان: الأولى: إعانتك على حفظ الأدعية، والثانية:
أن تنتفع بهذه الأدعية في دنياك وأخراك، فحفظ هذا الكتاب في رمضان ميسور لأن العبد
سيكرر الأدعية كثيرا، وبنهاية الشهر سيكون قد حفظ تسعين دعاءً، ويكمل ما بقي في
شوال، وبهذا يتحقق للعبد حفظ كتاب كامل في الدعاء، ومن المحزن أن تحل على المرء
أوقات فاضلة فيرفع يديه فيها لكنه يحتار ويتلعثم لسانه ولا يدري بم يدعو! أو يكرر
طيلة شهر رمضان أربعة أو خمسة أدعية فقط!
فكرة مشروع (2) | كيف نتذوق لذة
التراويح؟
يصلي العبد صلاة التراويح ويتمنى أن يجدا لها
لذة وأثرا، لاسيما إذا طالت وكان عند إمام يختم، وهذه اللذة لا تأتي صدفة وإنما تحتاج
إلى بذل وتعب، وربنا تبارك وتعالى يعطي المجتهد ويفتح عليه ما لا يفتح على من ذهب
للصلاة خاليا من الاستعداد، وطريقة المشروع كما يلي:
1ـ اختر لنفسك أن تصلي عند إمام يختم القرآن في
التراويح.
2ـ اقرأ في كل يوم تفسير جزء من القرآن، وفق
الطريقة الآتية:
* اقرأ الجزء بتركيز شديد، وإذا سرحت في موطن
منه فأعد تلك الآيات.
* اقرأ تفسير ذلك الجزء بعد قراءة الجزء من
تفسير مختصر، كالتفسير الميسر أو المختصر في التفسير.
* تقرأ الصفحة ثم ما جاء على هامشها من
التفسير، وهكذا حتى تنتهي.
* تذهب إلى الصلاة مبكرا وتدعو الله أن يرزقك
الخشوع ويفتح عليك.
3ـ لو أضفت على ما سبق قراءة كتاب "هدايات
الأجزاء" للشيخ عمر المقبل لكان ذلك مفيدا، لأنه يعطيك تصورا إجماليا عن
موضوعات الجزء، أو سماع سلسلة "التعريف بسور المصحف الشريف" للشيخ محمد
نصيف.
هاتان فكرتان والأفكار كثيرة، وللاستزادة استمع
لمحاضرة "مشاريع قرآنية رمضانية" للشيخ عمرو الشرقاوي، والمشروع
الرمضاني ينطلق من دراستك لنفسك أولا، فتعود إليها فتنظر في حالك مع الله وتحدد احتياجك،
ثم تختار نقطة ضعف تريد أن تعالجها في هذا الشهر، ومن المفيد بعد أن تحدد مشروعك
أن تبدأ في العمل به منذ شعبان ولذلك فائدتان: أولها: تجهيز جميع متطلبات المشروع،
وثانيها: تدريب النفس على طريقة المشروع وعمله.
ومن الأخطاء
الواقعة في محطة المشاريع: عدم الاكتراث للعناية بالمشروع إلا بعد بداية الشهر، أو
وضع أكثر من مشروع في نفس الوقت، أو التنقل بين عدة مشاريع وعدم الثبات على مشروع
واحد.
ومضة
(انتقل برمضان من الموسمية إلى
المسلكية، وسبيل ذلك أن تحدد لك هدفا تريد أن تتقنه في رمضان وتثبت عليه بعده،
وتكثر من الدعاء في أيام الشهر بأن يفتح لك الله ويثبتك، وعلامة تحقق المسلكية أن
يدخل عليك رمضان الآخر وأنت مستديم لتلك العبادة) يوسف بن عمر
المحطة الثالثة: التنفيذ والمحاسبة
إذا بدأ شهر
رمضان ستكون في أجود حالاتك بإذن الله، فأنت قد تهيأت قلبيا للعبادة، وعلميا
بمعرفة أحكام العبادات، وعقليا برسم خطة الشهر وتحديد أهدافه، وتفرغت من متطلبات
رمضان والعيد، ما عليك إلا أن تنطلق مستعينا بالله في العمل بما رسمت، ومما يحفظ
لك سيرك ويثبته: تقويم نفسك باستمرار، فالنفس تضعف وتفتر، والمحاسبة تبين لك مواطن
الخلل مبكرا فتتدارك وتصحح، وإن غاب عنك هذا دخل إليك الخلل مبكرا وتصرم الشهر دون
أن تحقق مبتغاك.
ومضة
سألت أحد مشايخي: ما الطريق إلى
تذوق لذة رمضان؟ قال: في أمرين: الأول: الانقطاع للعبادة {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ
وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8]، وبقدر ما تنقطع تجد اللذة،
والثاني: بأن تختم تفسيرا كاملا في الشهر.
المحطة الرابعة: العشر الأواخر
هي العشرُ
الأواخرُ فاقتحمها * ولا تركن إلى الفَرشِ الوثيرِ
فشُـــدَّ
لها المــآزرَ واغتنمها * فإن الفوزَ في الشوطِ الأخيرِ
هذه المحطة
هي أجمل أيام الشهر وأفضلها، والعمل سيكون فيها مستمرا لكن بمزيد اجتهاد، ففي
الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل
العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) [البخاري
(1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره]، و(كان
النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها)
[مسلم
(1175) عن عائشة]، ومن ذلك (أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة
القدر خلالها) [البخاري (1913) ومسلم (1169)].
أهم وصية في
نظري بعد الاستعانة بالله هي اعتكاف هذه العشر، وذلك لأن المكث في المسجد من أعظم
أسباب حفظ الوقت والتفرغ للعبادة، ويجتهد الإنسان في الاعتكاف الكامل، فإن لم
يتيسر فيعتكف الليالي، واقرأ كتاب "حينما يعتكف القلب" للشيخ عبد الرحمن
العقل.
من التنبيهات
المهمة الاشتغال في العشر بالعمل الوارد شرعا، قال الشيخ صالح العصيمي: (وما يقع
من استحسان للإكثار من الأعمال الصالحة المتنوعة في ليلة القدر غلط في فهم المراد
الشرعي منها، فمن يؤقت تلك الليالي لأجل عمل يراد به إصابة الخيرية المذكورة فيها،
بأن يطعم جائعا، ويستر عاريا، ويداوي مريضا، ويتصدق على فقير، فكل تلك الأعمال غير
مرادة فيها، فالذي يبقى تلك الليالي مريدا إصابة ليلة القدر في المسجد قائما تلك
الليلة أو في غيره، قائما تلك الليلة بالصلاة وتلاوة القرآن فيها والدعاء هو الموافق
للمأمور به شرعا، لا من ترك القيام والصلاة والتلاوة، وذهب يكثر الأعمال من الصدقة
والإحسان والبر والصلة، فهذا معنى حادث لا يعرف عن السلف رحمهم الله)، ويقول الشيخ
عبد العزيز الطريفي: (أفضل الأعمال في ليلة القدر وليالي العشر (الصلاة والقرآن
والدعاء) وأفضل الأحوال جمع الثلاثة بإطالة القيام بالقرآن وإطالة السجود بالدعاء).
ومضة
لو كنت أمام خزانة ذهب، ومعها عشرة
مفاتيح، وقيل لك: أحد هذه المفاتيح يفتحها لك، فهل تفكر باختيار أحدها أم تأخذها
كلها؟ كذلك هي ليالي العشر الأواخر فاغتنمها جميعا!
المحطة الخامسة: شعيرة العيد
الوصول إلى
هذه المحطة يعني الفرح بنعمة الله وفضله، في بلوغ الشهر، وإتمامه، وإقامة شعيرة
العيد والفرح بها، ومن المناسب أن تقرأ "أحكام العيدين" لإبراهيم
الحقيل، ثم تعتني بإخراج زكاة الفطر، وما أجمل أن تشارك أهل بيتك هذه الشعيرة بأن يصحبك
زوجتك وأولادك في شراء الزكاة وتسليمها للفقير، فإن لذلك أثرا في تحبيبها وترسيخها
في نفوسهم.
العيد مناسبة
فرح وابتهاج، وللأسف أن بعض المسلمين يكدرها بجملة من المكدرات، وأبرزها ما يلي:
* استجلاب
الحزن بتذكر من مات من الأحبة والأقارب.
* التفريط في
الصلاة فرضا أو وترا.
* انتهاك العيد
بفعل الذنوب والمعاصي.
*
استمرار القطيعة لا سيما مع الأرحام والأقارب.
* استصحاب
آلام الأمة وهمومها، والادعاء بأنه لا يمكن الجمع بينهما وبين الفرح بالعيد.
* كثرة عتاب
الزوجة والأولاد في يوم العيد.
* قصر مشاركة
العيد على أهل بلده ومن يعرف.
والموفق من تجاوز
هذه المكدرات وعاش لذة العيد وأنسه قائما بسنة الفرح التي سنها لنا الشارع الحكيم.
ومضة
مرَّ قوم براهب في دير، فقالوا له:
متى عيد أهل هذا الدير؟ قال: يوم يغفر لأهله، ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما
العيد لمن طاعاته تزيد، ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت
له الذنوب.
المحطة السادسة: ختام الرحلة
بعد نهاية
رمضان لديك ثلاث مهام، أعبر عنها عبر هذه الأسئلة:
السؤال الأول: ما العبادات التي
فعلتها في رمضان وستستمر عليها بعده؟
أنفع ما يكون
للمرء أن يسير بطريقة التراكم لا الأعمال المتفرقة، فهو يحدد عبادات يجتهد فيها في
رمضان، ثم يكمل عليها بعده ولو كانت عبادة واحدة، ويستمر على ذلك حتى رمضان
المقبل، ثم يفعل نفس ما فعل وهكذا، وسيجد أنه يترقى في سيره إلى الله باستمرار،
بخلاف من يجتهد ثم ينقطع بعد رمضان ويأتي رمضان الذي يليه فيكرر نفس الأعمال بنفس
المستوى، فهو متوقف على الدرجة الأولى في كل عبادة.
السؤال الثاني: لو عاد بك الشهر
ما الأمور التي ستثبت عليها؟ والأمور التي ندمت عليها وستغيرها؟
تحتاج أن
تجلس مع نفسك جلسة محاسبة لتقيم عبادتك في رمضان، وتكتب الأعمال التي أتقنتها
وتحمد الله عليها، والأمور التي فرطت فيها وندمت، وإذا كان هناك بعض الملاحظات
التي تتمنى تذكرها قبل رمضان المقبل، مثل هذه الورقة إذا قرأتها قبل رمضان القادم
ستستفيد كثيرا بإذن الله تعالى.
السؤال الثالث: متى ستبدأ في
صيام الست من شوال؟ وكيف ستستمر على صيام النافلة؟
جاء عند مسلم
من حديث أبي أيوب الأنصاري قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ
ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ) [صحيح مسلم:
1164]،
فحدد الأوقات المناسبة لك لصيام الست، وما أفضل أن يكون ذلك أول الشهر حتى لا يضيق
عليك الوقت، وهذا الست تربيك على صيام النفل الذي أرجو أن يستمر ولا ينقطع.
ومضة
قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون
الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبَّل منهم.
إلى هنا تنتهي محطات
رحلتنا والتي أسأل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ.
تم بحمد الله التاسعة
صباحا من يوم السبت
الثالث من شوال
لعام اثنين وأربعين بعد الأربع مائة والألف
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف