الثلاثاء، 1 أبريل 2025

لفتة (26) خارطة الثقافة الزوجية

[26]

خارطة الثقافة الزوجية

الثلاثاء 3/10/1446هـــ

تحصيل الثقافة الزوجية من أهم أسباب نجاح الأسرة واستقرارها وسعادتها، وهي تحتاج إلى ثلاث: إدراك أهميتها، ومعرفة أركانها، واستمرارية تحصيلها، وهذا المقال هو في الأمر الثاني، فلا يمكن لمريد الثقافة تحصيلها وإتقانها دون معرفة خارطتها وفروعها، فعلى قدر التصورات يكون البذل، ومن الله التوفيق والسداد.

أركان الثقافة الزوجية ستة:

·       الأول: الركن الشرعي: لأن الزواج عبادة وعلاقة شرعية، والوحي مرجعنا في حياتنا، وفي هذا الجانب ثلاثة فروع:

o      تكوين المفاهيم الشرعية الزوجية.

o      معرفة الأحكام الفقهية للأسرة.

o      البصيرة بحديث القرآن والسنة عن الأسرة.

·       الثاني: الركن الخلقي: لأن التعامل بين الطرفين هو أساس هذه العلاقة، وينبغي أن يكون هذا التعامل بفقه وفهم، وفيه ثلاثة فروع:

o      معرفة خصائص الطرف الآخر، وكيفية التعامل معها، ويندرج فيها:

§       فهم العلاقات.

§       فهم الجنس (جنس الرجل، وجنس المرأة).

§       فهم الأنماط.

o      المهارات العاطفية وفنون جذب القلب.

o      البصيرة بكيفية التعامل مع أهل الزوج.

·       الثالث: الركن الفكري: فالثقافة الغربية تسعى لضرب المجتمعات المسلمة من خلال ضرب الأسرة المسلمة وتفكيكها، وهذا يجب أن يعرفه الزوجان، كما أن الفكر اليوم أصبح ممزوجا بجميع جوانب الحياة، ومن لم يكن على بصيرة به أخطأ كثيرا، وفيه ثلاثة فروع:

o      معرفة الفرق بين الأسرة في الإسلام وفي الثقافة الغربية.

o      إدراك إشكالات الثقافة الغربية.

o      تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الأسرة.

·       الرابع: الركن المالي: وهو عصب الحياة، والتوفيق فيه يحتاج إلى استعانة بالله، ثم اكتساب عدد من المفاهيم والمهارات.

·       الخامس: الركن الصحي: ويقصد به ما يتعلق بالعلاقة الخاصة فهي تحتاج إلى تعلم خاص، وتسميتها بالجانب الصحي من باب الأدب، وفيه فرعان:

o      معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بالجماع.

o      تعلم فن الجماع.

·       السادس: الركن التربوي: فالأسرة منظومة تربوية، ويقوم البيت على أهداف ينبغي أن تتحقق في الزوجين والأبناء، ولذا نحن بحاجة إلى الفهم التربوي، وفيه فرعان:

o      تربية الزوجة.

o      تربية الأولاد.

سؤال اللفتة: هل حفظت الأركان الستة وفروعها؟

ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما..


لفتة (25) عقدنا بحمد الله

 

[25]

عقدنا بحمد الله

الثلاثاء 3/10/1446هـــ

عندما يعقد الرجل على امرأته يدور في رأسيهما سؤالان كبيران، هما:

          السؤال الأول: كيف تكون العلاقة في فترة الملكة؟

          السؤال الثاني: كيف أستعد للزواج؟

ويزيد طلاب العلم سؤالا ثالثا: كيف أطلب العلم في هذه الفترة؟

السؤال الأول: كيف تكون العلاقة فترة الملكة؟

هذه الفترة لها هدفان:

          الهدف الأول: كسر الحواجز وبناء لبنات المودة الأولى.

          والهدف الثاني: استمتاع الزوجين ببعضهما.

فالزوجان لا يعرفان بعضهما وهما سيدخلان في علاقة عميقة، فيحسن أن تبدأ هذه العلاقة بكسر الحواجز بينهما وبناء لبنات المودة الأولى، وهكذا هي العلاقات تبدأ بهدوء ورفق حتى يشتد عودها، فتكون هذه الفترة مليئة بالأحاديث الخفيفة، والممازحات اللطيفة، وحكاية الأحداث اليومية، كما أن استمتاع الزوجين ببعضهما مقصود، فكما يستمتع أهل الحرام بالمكالمات الهاتفية، والمغازلات الليلية، فكذلك الزوجان يشبعان هذا الاحتياج العاطفي عندهما بالحلال، ومن هذا نفهم أن الأهداف الجادة ليست مقصودة فترة الملكة، فليس من أهداف المرحلة حسم القضايا الجادة، كالاتفاق على الجانب المالي، وطريقة التعامل والحياة، لأن فتحها سيولد المشكلات من جهة، وسيفسد الأهداف الرئيسية من جهة أخرى.

وليس من أهداف المرحلة معرفة شخصية الطرف الآخر، لأنه لا يمكن معرفتها إلا بالمعايشة، ولأن وضع هذا الهدف سيحرم من تحقيق المتعة بالطرف الآخر، وليس من الأهداف أيضا التعاون على حفظ القرآن أو قراءة الكتب الأسرية، لأن كليكما مشغول بالاستعداد، ولأن المحاسبة على تحقيق الأهداف سيولد المشكلات ويزهّد في التواصل، نعم نحفز بعضنا بعضا على التعلم والقراءة لكن دون محاسبة ومتابعة.

وتحقيق هذين الهدفين يقتضي أن يكون التواصل قليلا، فاتصال واحد في الأسبوع لمدة ساعة أو ساعتين، وزيارة كل شهر أو شهرين كافية، أما الإكثار في الاتصالات والزيارات فالغالب أنه يدفع لفتح الملفات الجادة ويولد المشكلات، أو يدفع لتحديد شخصية الطرف الآخر والحكم عليها ثم وقوع المشكلات، كما ينبغي الحذر من كثرة الزيارات وطولها -ولو رضي الأهل بذلك- لأنها قد توقع في الجماع أو مقدماته وفي هذا إشكال كبير على الأسرتين.

يجنح جملة من الرجال لتجاوز هذا الكلام والتقليل منه -خاصة الجادين منهم-، وذلك لأنهم يرون أن هذه الأحاديث العامة أمر تافه وهامشي! بينما هناك الكثير من القضايا الجادة والهامة التي ينبغي أن تُنجز، وهذه النظرة قاصرة على صاحبها غير مراعية للطرف الآخر، وهي من أسباب فشل العلاقات، فالأصل في العلاقات أن تبدأ بهدوء ولطف، وخاصة مع المرأة كما في الزواج بشكل أكبر وأكثر، فالمرأة تميل إلى الرفق واللطف، وهي في نفس الوقت تشعر بالخوف من المستقبل، فلا تدري عن هذا الرجل الذي تنتقل إليه وتكون أسيرة عنده كيف حاله؟ وكيف تعيش معه؟ وهل تسعد أم تشقى؟ ولذا يحتاج الرجل أن يلاطف ويرفق ويزرع الأمان.

السؤال الثاني: كيف أستعد للزواج؟

الاستعداد للزواج نوعان: حسي ومعنوي، وكثيرا ما ينهمك الأزواج في الأول دون الثاني، فينشغل الرجل باستئجار الشقة وتأثيثها، وتجهيز قاعة الزواج وإرسال الدعوات، وشراء ما يحتاج من ملابس وأغراض، وتنهمك المرأة في تجهيز حقائبها، واختيار طريقة زواجها وترتيبات ليلة العرس، لكن ينسيان الاستعداد المعنوي وذلك بتحصيل الثقافة الأسرية، فلا يعرفان كيفية التعامل مع بعضهما!، وهو السؤال الصعب الذي يحتاج إلى قراءة، وسماع، واستشارة، وتأمل، ولذا فالنصيحة للرجل والمرأة على حد سواء أن يجمعا بين الاستعداد الحسي والمعنوي.

السؤال الثالث: كيف أطلب العلم هذه الفترة؟

هذا سؤال ثالث يزيد على ما سبق عند طلاب العلم، وهو سؤال مهم، فمعلوم أن الزواج هم، فمنذ أن يقرر الرجل الزواج يبدأ همه، ويبدأ هم الفتاة منذ أن يُطرق بابها، ثم تبدأ بعد ذلك انشغالات الترتيب للزواج وإقامته وعيش الأيام الأولى، فكيف يفعل طالب العلم وطالبته؟

طلب العلم -من حيث الاستمرارية فيه- له أربع حالات:

          الحالة الأولى: المحافظة على رأس المال فقط، وذلك بمراجعة التحصيل.

          الحالة الثانية: المحافظة على رأس المال مع الزيادة القليلة في العلم.

          الحالة الثالثة: المحافظة على رأس المال مع الزيادة الكبيرة في العلم.

          الحالة الرابعة: التفريط في رأس المال والأرباح.

فالمهم أن تحقق الحالة الأولى، فتحافظ على رأس مالك بمراجعة المحفوظات والشروحات حتى لا تتفلت منك، ولا تحقرن رأس المال فإنه عظيم وتذكر الجهد الذي بذلته في تحصيله، فإن وجدت مزيدا من الوقت صعدت للثانية فتحصل من العلم ما تيسر، ولا أظنك تستطيع الثالثة، أما الرابعة فهي الخسارة الحقيقية، لأن هذا الانقطاع الذي يستمر لثلاثة أشهر أو أكثر سيعيدك إلى مربع الصفر ويضيّع كثيرا من جهودك.

أخيرا.. أجل ما تعتني به قبل العقد وحتى وفاتك الالتجاء إلى الله وسؤال التوفيق في حياتكما الدنيوية والأخروية، ولا يغفل عن هذا إلا محروم، لأن الرزق والسعادة والتوفيق بيده سبحانه وتعالى.

سؤال اللفتة: هل فهمت أهداف فترة الملكة؟

ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما..


لفتة (29) كيف أتقن فقه الحج؟

  [29] كيف أتقن فقه الحج؟ الأربعاء 25/3/1447هـــ المقبل على العلم الموفق فيه هو الذي يولي قضية ضبط العلم عناية خاصة، وذلك لأنها طريق...