الجمعة، 31 أغسطس 2018

بناء النفس


بناء النفس

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعـالي  *  ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد  *  أضاع العمر في طلب المحال
هكذا يبين لنا الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- طريق المجد والعز والرفعة ، فمن رام الوصول فعليه بالكد والتعب لأنه يفرق بين الناس في درجاتهم ومراتبهم كما قال المتنبي:
لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ  *  الجُودُ يُفْقـــِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ
ألا وإن مرتكز المعالي قائم على العناية ببناء النفس وتهذيبها وتربيتها ، وهذا مسلك عظيم واسع لا يحيط به كتاب فكيف بمقال ، لكني أردت أن أعالج جزئية مهمة ومشكلة عويصة تواجه الكثير من الراغبين في سلوك هذا الطريق الشريف ، وهي عدم معرفة نقطة البداية التي ينطلق منها ، ولذا يكثر التنقل بين خطط وبرامج متنوعة ، ويجد نفسه في فوضى مستمرة لسنوات عديدة ثم لايشعر بالإنجاز مع كثرة الجهد المبذول ، ففي هذا المقال أقترح عليك القالب الذي تعتمده لنفسك وترسم أهدافك من خلاله ، وهو قالب شامل لكل جوانب حياتك وإذا اعتنيت به صنع منك شخصية شمولية بإذن الله تعالى

أرى أن من أهم نواقص خطابنا الشرعي والثقافي: الانغماس في الجزئيات والبعد عن الحديث الشمولي وهذا له تطبيقات كثيرة وآفات عديدة ليس هذا هو مقام بيانها إلا فيما يخص موضوعنا ، فتجد المتحدث عن بناء النفس يركز ربما على الجانب المهني وينسى الشرعي وآخر يعتني بالإيماني ويغفل عن الاجتماعي وهكذا كثير من طرحنا ليس فيه رؤية شاملة لبناء النفس ، وهذا ما أسعى لتداركه ـ ولا أزعم الكمال ـ  ، وأقسم حديثي إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: بيان إجمالي لجوانب البناء الستة
القسم الثاني: تطبيق جوانب البناء على خطة طالب علم
القسم الثالث: إرشادات ووصايا
وأسأل الله العون والسداد

القسم الأول: بيان إجمالي لجوانب البناء الستة
الجانب الأول: الجانب الإيماني
يقصد بهذا الجانب: العناية بالعلاقة مع الله تبارك وتعالى عناية كاملة ، وهذا أهم الجوانب وأولها وأفضلها ، ونقصر فيه كثيرا ـ نسأل الله أن يغفر لنا ـ ، وينقسم إلى قسمين:
- القسم العلمي: وفيه نسعى لتحصيل العلم المتعلق بمعرفة عظمة الله وإصلاح القلب وفقه العبادة
ـ القسم العملي: وفيه البرامج العملية العبادية

الجانب الثاني: الجانب العلمي
يقصد بهذا الجانب: العناية بطلب العلم الشرعي ورفع الجهل عن النفس حتى نعبد الله على بصيرة ، وهذا الجانب كبير وضخم وليس له منتهى ولكنه يرسم وبقية الجوانب بحسب الهدف الذي حدده الشخص لنفسه ـ وسيأتي مثال لذلك في القسم الثاني بإذن الله ـ ، وفي المجمل فإن الجانب العلمي ينظر إليه من جهتين:
ـ الجهة الأولى: العلوم التي تطلب: علم العقيدة ، الفقه ، الحديث ، التفسير ...إلخ وما يندرج تحتها من كتب ودروس وما إلى ذلك
ـ الجهة الثانية: وسائل العلم التي من خلالها يحصل كالحفظ والمراجعة والقراءة والحضور وغيرها

الجانب الثالث: الجانب الدعوي
يقصد بهذا الجانب: مساهمة المسلم في الدعوة إلى دين الإسلام وخدمته ، وهو جانب واسع جدا ، والأمة بحاجة كل أفرادها في جميع ما يحسنون من مواهب وقدرات ، وكل جوانب الأمة ثغرات تحتاج من يسدها وليس هناك جوانب بها اكتفاء ـ والله المستعان ـ ، وخدمة الإسلام غير مقتصرة على طلبة العلم وأهل الاستقامة كما يظن بل تشمل كل من قال: لا إله إلا الله ، وهذا الجانب ينقسم إلى قسمين:
ـ القسم العلمي: وفيه يحصل المرء المعلومات التي يحتاجها في الجانب العملي
ـ القسم العملي: وهي المسارات والبرامج الدعوية التي يقوم بتنفيذها

الجانب الرابع: الجانب الجسدي
يقصد بهذا الجانب: الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية وذلك حتى يكون البدن في أعلى درجات العافية فيستطيع أن يقوم بأهدافه وينجز أعماله ، والواقع يثبت أن كثيرا من أصحاب الهمم سبب توقفهم عن الإنجاز بعض الفترات إهمالهم لصحتهم ومن هنا أتت أهمية العناية بهذا الجانب ، والحقيقة لم تكتمل عندي صورة لهذا الجانب ومسارات عريضة يمكن العمل من خلالها سوى الوصية بالعناية بالغذاء الصحي قدر المستطاع وممارسة رياضة المشي والعناية بالصحة الجسدية والاهتمام بالجانب الوقائي  

الجانب الخامس: الجانب الاجتماعي
يقصد بهذا الجانب: بذل الجهد في إعطاء كل ذي حق حقه ممن قرب من المرء ومن بعد على قدر الاستطاعة ، وهذا الجانب يحوي خمس دوائر:
ـ الدائرة الأولى: الزوجة والأولاد
ـ الدائرة الثانية: الوالدين والإخوة
ـ الدائرة الثالثة: الأخوال والأعمام
ـ الدائرة الرابعة: سائر القبيلة
ـ الدائرة الخامسة: عموم المسلمين ، وهذه الدائرة للبيان فقط وإلا فلا يوضع تحتها شيء من المشاريع لأن الجانب الدعوي يمثلها ، لكن يبقى حسن الخلق ودوام الصلة وبذل الخير وكف الشر ، والاهتمام بقضايا المسلمين

الجانب السادس: الجانب المهني
يقصد بهذا الجانب: أن يقوم المرء بأداء الأمانة الملقاة على عاتقه تجاه المهنة التي يعمل فيها ، وأن يبذل جهده في التعلم والتدرب على عمله حتى يكون متقنا أمينا

القسم الثاني: تطبيق جوانب البناء على خطة طالب علم
بعد بيان الجوانب وشرحها نأتي لمثال تطبيقي يقرب كيفية ملء هذه الجوانب في الخطة الشخصية واخترت أن يكون ذلك على خطة طالب علم ـ للاهتمام الشخصي بذلك ـ :

الجانب الأول: الجانب الإيماني
ـ القسم العلمي: حفظ الأذكار من كتاب الكلم الطيب لابن تيمية
ـ القسم العملي:
·        الصلاة: التعود على إدراك تكبيرة الإحرام ، والمحافظة على ثنتي عشرة ركعة في كل يوم
·        الزكاة: أداء الزكاة التي فرضها الله في شهر محرم من العام
·        الصيام: صيام الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر
·        الذكر: ذكر الله في كل يوم 1000 مرة مع التنويع في الذكر
وهكذا تكتب أهداف لبقية العبادات

الجانب الثاني: الجانب العلمي
ـ العــــلوم: القرآن الكريم ـ مهمات العلم
ـ الوسائل:
·        الحفظ: حفظ القرآن الكريم وفق خطة تفصيلية تنهى في عامين
·        الضبط: البدء بضبط كتاب شرح الدروس المهمة لعامة الأمة لمحمد العرفج
·        القراءة: قراءة اثني عشر كتابا في هذا العام بمعدل كتاب كل شهر ، والكتب هي: ......
·        الحضور: حضور درس شرح كتاب التوحيد للشيخ ...

الجانب الثالث: الجانب الدعوي
ـ القسم العلمي: قراءة كتاب "الشامل في فقه الخطيب والخطبة" للشيخ سعود الشريم
ـ القسم العملي:
·        الخطب: إلقاء عشرة خطب خلال هذا العام
·        الكلمات: إلقاء خمسون كلمة خلال العام
·        المقالات: كتابة عشرة مقالات متنوعة

الجانب الرابع: الجانب الجسدي
·        المشي نصف ساعة ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع
·        الإكثار من تناول الخضروات والفواكه
·        العناية بالجانب الوقائي في الصحة

الجانب الخامس: الجانب الاجتماعي
ـ الدائرة الأولى: الزوجة والأولاد
·        شرعيا: إقامة درس أسبوعي في قراءة كتاب "مختصر السيرة النبوية" للصوياني
·        ثقافـــيا: إشراك الزوجة والأولاد في مراكز ودور
·        .....إلخ
ـ الدائرة الثانية: الوالدين والإخوة
·        مع الوالدين قاعدة: "لا تعطل جدولك وبرامجك إلا من أجل والديك"
·        الجلوس مع الإخوة والأخوات ومقابلتهم دوريا وإفادتهم بما يمكن
ـ الدائرة الثالثة: الأخوال والأعمام
·        التواصل معهم وحضور اجتماعاتهم وزيارتهم ومشاركتهم الأفراح والأتراح
ـ الدائرة الرابعة: سائر القبيلة
·        الحضور في اجتماعاتهم الدورية والمشاركة فيها بفعالية
ـ الدائرة الخامسة: عموم المسلمين
قد ذكر في الجانب الدعوي

الجانب السادس: الجانب المهني
·        قراءة ثلاثة كتب مفيدة في الجانب
·        حضور دورتين تفيد العمل

 القسم الثالث: إرشادات ووصايا
* هذا النموذج وضع ليكون هو الأساس الذي تنطلق منه وتعود إليه ، وينبغي أن تتصوره التصور الصحيح ثم تجعله أصلا في ذهنك تفكر فيه وفي كيفية العمل من خلاله ، وتسعى لترتيب جميع أهدافك وأفكارك في داخله ، وقد بذلت جهدي في إعادة التفكير فيه مرة بعد مرة ووجدته شاملا بإذن الله تعالى لكثير من جزئيات حياتنا ، ومن وجد جوانب وأجزاء مهمة لم يحتويها النموذج فليفدني بذلك
* اعتماد هذا النموذج يريح بإذن الله من كثرة التخبط والتشتت في العمل ، وبعض الأحبة يشعر بالحيرة أمام عشرات النماذج التي تطرح في كتب ودورات التخطيط فيجرب نموذجا ثم ينتقل لآخر وبعدها ثالث ورابع ويشعر بعدم الإنجاز والشمولية
* هناك طائفة من المطلعين على المقال والرؤية سيسألون: هل هذا النموذج هو الأوحد لبناء النفس؟ وهم يريدون بذلك أن يصنعوا نماذج أخرى ، فأقول: بالطبع ليس هذا النموذج هو الأوحد ولكنه الأشمل في نظري وبإمكانك أن توجد عشرات النماذج بل قد تأتي بشيء مميز لم يأت به أحد من قبلك ولكنك إذا كنت قادرا على إحداث نماذج فغيرك لا يقدر أو لا ينشط ، ولا تحجز غيرك عن الاستفادة بشيء نافع بحجة أنه بإمكاننا إحداث نماذج أخرى
* أهم نقطة أشير إليها أن هذه الرؤية يشترك فيها الجميع إجمالا لكنها تفصل على أهداف كل واحد تفصيلا خاصا فيسبق هذه الرؤية تحديد الهدف الذي تريد أن تحققه في حياتك وبناء عليه ترسم الخطة لك رسما يناسب هدفك
* هذه رؤية فيها سعة كبيرة لكنني أشرت في القسمين السابقين إلى شرحها نظريا وعمليا بإيجاز وسأبين في النقاط الآتية بعضا من جوانب سعتها لمن أراد أن يتوسع أو يبني خطته بدقة وشمول:
ـ الشق العلمي من الجانب الإيماني:
تبدأ بالعناية بأشرف العلوم وهو علم الأسماء الحسنى وتنتقل للعناية بإصلاح القلب من خلال التفقه في أعمال القلوب ثم تنتقل لأعمال الجوارح ، وتتذكر أنه لابد لك من الجمع ما بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح ، ولا شك أن أعمال الجوارح كثيرة لكنك تأخذها عملا عملا فتبدأ بالصلاة وتقرأ كتاب فيها وتتفرغ لتطبيقه فترة ثم تزيد كتابا آخر في نفس العبادة أو غيرها ، وتستحضر أن هذا الجانب يحوي أمورا يجب حفظها كالأذكار والأدعية الصحيحة وغير ذلك

ـ الشق العملي من الجانب الإيماني:
تدرج بنفسك شيئا فشيئا فالعباد الذين تبهر بسماع سيرهم اعلم أنها أحوالهم في آخر حياتهم بعدما ظلوا فترة في تربية أنفسهم والتدرج بها ، فخذ نفسك بالأيسر ثم اصعد ، ولا تكثر على نفسك في أول الأمر فتتشتت وأقصد بذلك أن بعض الفضلاء يريد أن يرتقي في العبادة سريعا فيضع في جدوله اليومي عشر عبادات دفعة واحدة ثم ينتهي اليوم وهي لم يفعل إلا واحدة أو اثنتين فيشعر بالإحباط فينقطع وهذا خطأ ، كن متدرجا في مجموع العبادات وفي العبادة نفسها ، وادع الله كثيرا أن يعينك على عبادته (إياك نعبد وإياك نستعين)

ـ قسم العلوم من الجانب العلمي:
استحضر أن علوم الشريعة كثيرة لكنك تبدأ بالأهم وتسير بالتدرج فهناك علم العقيدة وعلم الفقه وعلم الحديث وعلم التفسير وهذا علوم الغاية وعلم النحو وعلم أصول الفقه وعلم مصطلح الحديث وعلم أصول التفسير وعلم البلاغة وعلم الصرف وهذا علوم الوسيلة ، ونحن نغفل كثيرا أن أول علم هو القرآن الكريم وغالبا لا نستحضره فلا نجعل له من أوقاتنا فنخسر كثيرا ، ومن العلوم المهملة: أدب الطلب ، والسيرة النبوية ، علم التاريخ وغير ذلك

ـ قسم الوسائل من الجانب العلمي:
وسائل طلب العلم كثيرة لكن أهمها: الحفظ والضبط والمراجعة والقراءة والحضور واللقاءات والسماع والمدارسة والبحث والمشاهدة والملازمة ، وبيانها كما يلي:
فأما الحفظ فهو ظاهر لكن أنبه فيه إلى أمرين: الأول: أن يعتني الطالب بقراءة الكتب وسماع المحاضرات التي تحدثت عن مهارات الحفظ والوصايا فيه فهذا مهم جدا سواء ما يتعلق بحفظ القرآن أو حفظ المتون ، الأمر الثاني: أصول المحفوظات العلمية خمسة: الأصل الأول: القرآن ، والثاني: السنة النبوية ، والثالث: آثار السلف ، والرابع: المتون ، والخامس: الأشعار ، فأما القرآن فيحفظ كاملا وهو أول ما يبتدأ بحفظه ، والسنة النبوية تحفظ بالتدرج المعروف عند أهل العلم الأربعين ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين ، وأما آثار السلف فهي ترد على طالب العلم في كل باب من أبواب العلم يدرسه فإذا درس الباب جمع الآثار وحفظها ، لكن من باب الفائدة رأيت متنا نافعا في الآثار يمكن البدء به ـ ولا أعرف غيره ـ وهو "الغرر من موقوف الأثر" للشيخ صالح العصيمي وقد كتب المتن وشرحه ، وبالمناسبة فإن الشرح خرج مفرغا قبل أسبوع بفضل الله تعالى ، وأما المتون فيحفظ في كل فن متن مختصر معتمد والمقام لا يكفي لتفصيل ذلك ، وأما الأشعار فهي مما يهمل كثيرا وطالب العلم بحاجة للتزود منها ، ولحفظ الشعر مقصدان: الأول: الاحتجاج والفصاحة ، والثاني: الاستشهاد والتذوق ، ولتحقيق الأول تحفظ المختارات ولتحقيق الثاني تحفظ المطولات كالمعلقات
الوسيلة الثانية: هي الضبط وأقصد بها: ضبط الكتب المدروسة وما فيها من مسائل فتضبط شرح الأربعين النووية مثلا كما تضبط الكتب المدرسية ، وهذا يستهلك وقتا كبيرا لكنه يجعل العلم علم صدر لا علم سطر وهي طريقة العلماء
الوسيلة الثالثة: المراجعة ويقصد أن تراجع ما تم تحصيله ويمكن أن توسع هذا المفهوم فتراجع المحفوظات والمضبوطات والمقروءات والمسموعات ، ويمكن أن تقصره على الحفظ  والضبط ، ويكون لك في ذلك برامج: برنامج المراجعة اليومي ، وبرنامج المراجعة الأسبوعي والشهري والسنوي ، وطرق المراجعة كثيرة قد تسرد المحفوظ في مجلس واحد ، وقد تراجعه مع أخ أو أستاذ ، وقد تكتبه ، المهم أن تتذكر أن المراجعة هي رأس مالك وينبغي أن توليها عناية كبيرة
الوسيلة الرابعة: القراءة: وأمرها ظاهر والحديث لا يسعه هذا المقام
الوسيلة الخامسة: الحضور: ويقصد بذلك حضور الدروس العلمية والدورات والمحاضرات
الوسيلة السادسة: اللقاءات: وهي ما يكون بين الشخص وبين المشايخ أو المختصين ويكون ذلك من مصلحة الخطة
الوسيلة السابعة: السماع: وهو ما يكون من برنامج يرتبه المرء لنفسه في سماع المواد التي تنفعه
الوسيلة الثامنة: المدارسة: وهي المجالس التي تعقد بين اثنين أو أكثر لمدارسة أبواب أو كتب من العلم
الوسيلة التاسعة: البحث: وهو معلوم
الوسيلة العاشرة: المشاهدة: وهي أوقات يتفرغ فيها الطالب لمشاهدة بعض الدروس أو الدورات العلمية على اليوتيوب
الوسيلة الحادية عشرة: الملازمة: وهي الأوقات التي يقضيها الطالب في ملازمة المشايخ أو المتخصصين

ـ الشق العلمي من الجانب الدعوي:
يعتني فيه المرء بتحصيل المعلومات المحتاج إليها في الشق العملي ، فإذا كان مشتغلا بالدعوة إلى الله فيعتني بالتفقه في حقيقة الدعوة وفقهها وكذلك في مهارتها كالإلقاء والكتابة وغيرها

ـ الشق العملي من الجانب الدعوي:
هنا قد يشتغل بمسارات الدعوة وقد يشتغل بمشروع ، ومسارات الدعوة: الدروس والمحاضرات والكلمات والخطب والمقالات وغيرها ، والمشروع أمره واسع ومن حدد لنفسه عرف الطريق

ـ الجانب الجسدي:
ليس عندي فيه مزيد إيضاح

ـ الجانب الاجتماعي:
فقط ينبغي أن ندرك أن هناك عدة جهات نعمل عليها: الشرعية: وهي القيام بحقوق الله ورفع الجهل عن النفس والأسرة ، والثقافية والاجتماعية والخلقية والمالية والترفيهية وغير ذلك، هذا ما تيسر من الإشارة إلى التوسع في هذه الجوانب

* من الكتب المفيدة في كيفية الجمع بين هذه الجوانب المختلفة وأنصح به "التنازع والتوازن في حياة المسلم" للشيخ: محمد موسى الشريف
* بعض الناس قد تنقص عندهم بعض الجوانب فمثلا الشاب ليس عنده وظيفة وإنما دراسة فيجعل الجانب المهني هو الدراسي ، ومن لم يكن متزوجا فيحذف من عنده دائرة الزوجة والأولاد
* بطبيعة الحال أنه لا يمكن البدء في هذه الجوانب الستة دفعة واحدة بل تأخذ برفق وتدرج ومجاهدة للنفس بعد الاستعانة بالله تبارك وتعالى

هذا ما تيسر إيراده فإن كان من صواب فهو من الله وحده وإن كان من زلل فمن نفسي والشيطان ، والله أعلم
الساعة العاشرة وأربعون دقيقة من يوم الجمعة 1439.12.20

لفتة (29) كيف أتقن فقه الحج؟

  [29] كيف أتقن فقه الحج؟ الأربعاء 25/3/1447هـــ المقبل على العلم الموفق فيه هو الذي يولي قضية ضبط العلم عناية خاصة، وذلك لأنها طريق...